رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


بأعينه بعيدا ... حتي يتنهد بصمت قائلا أنا موافق علي عرضك أني أمسك مشروع الساحل وهسافر أقعد هناك لحد ما المشروع ينتهي
فيجذبه فارس اليه قائلا بصوت جامد مش معقول انت هشام صاحبي الي ديما بحسده علي قوته وان مافيش حاجه بتأثر فيه حتي الدنيا كنت عايشها بالطول والعرض
فيسقط هشام بجسده علي اقرب مقعد ويضع وجهه بين راحة كفيه ليتنهد بحړقة قائلا ليه كلكم شايفني الشخص ده ليه أنا الي لازم أبقي القوي وسطكم عشان أقدر أخرجكم من همومكم أنا حبيتها يافارس فاهم

فيجلس فارس مصډوما حبيت جوليا !
فيخفض هو برأسه أرضا حتي يحركها بالأيجاب قائلا جوليا كانت بتديني كل الحنان كنت بحس معاها قد أيه أنا مهم اوي حسيت بوجودي وكياني كأنسان يمكن تتريق عليا بس أنا فين من كل الناس الي حواليا أنا طفل اتربي يتيم في بيت خاله الي كان بيصرف عليه من فلوس والده فيصمت قليلا ليقول بسخريه  ومع كل ده كان فاكر نفسه أنه بيعمل الواجب معايا ومعيشني في خيره مع اني كنت عايش بفلوسي عمره ماحس بنظرتي وانا شايفه بيهتم بولاده وانا بالنسبه ليه كشئ من العدم كان نفسي للحظه يخدني في حضنه ويطبطب عليا حتي لو شفقه بس أحس أني فعلا موجود .... جوليا عملت كل ده مأنكرش اني حبيت أهتمامها بيا بس حبيتها وهي مع اول لحظه حسيت فيها أن وجودها في حياتي هيفرق معايا سبتني عارف يعني ايه لما أكون بفكر اديها كل حاجه وأغفرلها كل الماضي الي عشيته وهي تسبني وفي الاخر تتدبحني بجوابها الي بتقولي فيه مش هنساك ... 
فيرفع وجهه وهو يضحك بتهكم مش هنساك وبحبك ياهشام ... لاء بجد كانت نهايه حلوه
كلمات قد نطقها هو جعلته يدرك بأن الجبل يأتي له يوما ويهتز بسبب تلك الهزه القويه التي أصابته فيفقد جزء منه 
ليمد بيده كي يربت علي أحد كتفي صديقه قائلا أنا واثق انك محبتش جوليا وده مجرد تعود وبس ساعات بنتعود وندمن وجود بعض الأشخاص في حياتنا ومبنكونش عارفين اذا كان ده حب او مجرد أحتياج مش أكتر ... وانا موافق علي انك تسافر تكمل مشروع الساحل مدام هتريح اعصابك وترجع هشام الأولاني بس لازم ترجع بسرعه .. عشان مش هتجوز من غيرك 
فتنير الأبتسامة وجهه وهي يتطلع الي صديقه وبعدما علم من نظرة عيناه اللامعه بأن ما يتفوه به ليس كڈبا فقال مش معقول بقي فارس قرر يتجوز ومين بقي منحوسة الحظ ياعيني عليكي ياهنا هو انتي ناقصه البع بع ده ... 
لتتحول الأبتسامه الي ڠضبا فيقول والله بقي أنا بع بع 
ثم لانت أبتسامته قليلا فقال للأسف فعلا لسا هنا لحد دلوقتي پتخاف مني تفتكر فشلي في حياتي الأولانيه ممكن يأثر عليها خاېف أظلمها ياهشام 
فيقترب منه هشام بعدما عاد الي مرحه لاء وكمان انت ناسي أنها هتوافق علي واحد عجوز يبلغ من العمر اثنين وثلاثون عاما 
وكأن مرح صديقه قد لمس وترا حساسا لديه فيقول بتنهد وللأسف كمان خاېف أظلمها بفرق السن الي بينا هنا لسا صغيره .. واكيد كان من احلامها انها تتجوز واحد من عمرها يعيشوا شبابهم مع بعض ويتبسطوا سوا مش واحد كان متجوز قبل كده حاسس اني أناني اوي 
فينظر إليه هشام بهدوء ليقول الحب عمره مكان أنانيه وبالأخص لما يكونوا الطرفين بيحبوا بعض ... ثم قال بدعابة ثانية من زمان عمال اقولك تعالا نتجوز لأحسن نعنس شوفت 
فيضحك فارس علي مزاح صديقه فيقول مكنتش هكون قابلت هنا يافالح ولو كنت قابلتها من زمان كانت اكيد هتبقي لسا طفله بضفاير 
لينظر اليه هشام بضحك اه لو هنا سمعتك كانت زمانها عاقبتك بطريقتها الخاصه 
فيبتسم فارس قائلا بشوق كانت هتعقبني بالزن وتقولي انا بضفاير مش كفايه طفله 
ليتطلع اليه هشام قليلا .. فيلاحظ هو نظراته فيقول بحب عياطها وڠضبها الطفولي اوي بحس اني بستمتع اجمل حاجه بجد لما ربنا يرزقك بزوجه تكون طفلتك قبل اي حاجه تانيه !
فيبتسم هشام بحب علي هذه السعاده التي تحاوط صديقه ربنا يسعدك يافارس 
.................................................. .............
وعندما اغمضت عيناها پألم وهي شارده في حديث والديها هربت دمعة من عينيها فتطلعت الي اختها النائمه علي ذلك السرير المجاور لها لتتذكر نحيب والدتها وهي تواسي والدها بعدما استغنت الشركه التي يعمل بها عن خدماته هو وغيره وتعطيهم بعض الاموال تعويضا لهم دون عبئ بما سيحدث لأسرهم فتمسح دموعها سريعا عندما رأت والدتها تقف امامها قائله سميه انتي لسا صاحيه
فتتطلع سميه الي والدتها قليلا وقبل ان تتفوه بكلمة واحده تشعر فيها والديها بعجزهم علي تصدي هذا البلاء اغمضت عيناها وهي تقول هربا من نظرات أمها  انا هنام اه ياماما تصبحي علي خير 
لتخرج الام وعلي وجهها نظرات الحزن التي لم تستطع البوح بها امام أبنتها ولكنها هي قد أحست بها فلماذا هي وحدها من تشعر ببؤسهم
 

تم نسخ الرابط